...&..احسان النية..&...
حكى أن السلطان العثماني بيازيد رأى هاتفاً في المنام فانتفض من مرقده،
وأمر أمين سرّه أن يجهز بعض النفر كي يذهبوا جميعاً إلى أحد الأماكن
دون أن يسأله عن الأسباب.. ولكن أعلمه أن هاتفاً جاءه في المنام
قصد السلطان وصاحبه والحاشية متنكرين المكان المقصود على حسب ماجاء في المنام
ولدى وصولهم إليه وجدوا أنه حي سكني من ذوي الحال الميسور،
ورأوا لفيفاً من الناس مجتمعين حول شخص ميت للتو،
فسألهم السلطان: ما الأمر؟ فأجابوه أن هذا شخص يعمل في حيهم منذ مدة طويلة
وكان مثال الجد والتفاني في عمله كنعّال لحوافر الخيل وكان يحصّل الأجر الوفير من عمله
فسألهم: لماذا لا تدفنوه إذاً؟
فقالوا: إننا لا نعلم أين يسكن و لا من أين يأتي كل يوم،
ثم إنه رغم جدّه في عمله كان منبوذاً من كل أهل الحي
لأنه كان بعد انتهاء عمله يشاهد حاملاً زجاجات الخمر ومصاحباً لبنات الهوى
لذلك حين توفي أقسمنا أن نتركه هكذا دون دفن.
فأشار عليهم السلطان أن يخلّصهم من جثته؛ فوافقوا
حمل النفر الجثة وساروا بها،
فهمس السلطان في أذن أمين سره أن يدفنه في باحة مسجده
(المشهور حتى يومنا هذا - في استانبول) حسب ما جاءه في الحلم؛
فحاول أمين السر أن يعترض مفسراً له يا سيدي السلطان..
بعد العمر الطويل ستدفن في ذلك المكان
ولا يصح أبداً أن يكون قبرك مجاوراً لقبر ميت كهذا،
فقطع عليه الكلام وأمره أن ينفذ دونما اعتراض،
ودفن الرجل في مسجد بيازيد
بقي السلطان حائراً في أمره وقضّ عليه مضجعه،
وهو يريد أن يعرف حقيقة أمر ذلك الرجل الميت
وحاول مراراً أن يقصد ذلك الحي الذي التقطه منه
عسى أن يعثر على بصيص أمل يقربه من الحقيقة
إلى أن عثر بعد فترة على عجوز هرم على عكازين كان يعرف المتوفى
لأن النعال ساعده ذات يوم ماطر بارد للوصول إلى بيته
و أسرّ إليه أنه يسكن في مكان قريب من حيّه فدلّه عليه،
وكان الحي في الطرف البعيد من استنبول، فقصد السلطان المكان وهو متنكر أيضاً
وسأل أهل الحي عن بيت نعال الخيول فدلوه عليه؛
طرق الباب ففتحت له امرأة وقالت له بعد أن ألقى السلام
لقد توفي زوجي.. أليس كذلك؟
فقال: نعم،
وجلس ينظر في زوايا الغرفة الصغيرة التي تقطنها مع أولادها
فتعجب السلطان وقال
لماذا أنتم على هذه الحال من الفقر وقد علمت أن زوجك المرحوم كان يجني مالاً كثيراً؟
أجابته المرأة: لقد كان زوجي الصالح يأتي كل يوم بالقليل من المال
ما يسد به رمقنا لمعيشة يوم واحد
فسألها: زوج صالح؟!!
لقد سمعت أنه كان ينصرف من عمله للّهو وشرب الخمور
فتبسّمت وقالت
لقد كان ينصرف من عمله ويأتي سيراً على قدميه،
فكلما رأى رجلاً من حاملي زجاجات الخمر كان يحاول إقناعه بالعدول عن المحرمات
فيأخذها منه ويدفع له ثمنها ليكسرها ويهدرها،
أما بنات الهوى فكان يمسك بيد الواحدة منهن
وينصحها ويجعلها تعدل عن فعلها للحرام ويوصلها إلى بيتها بعد أن يدفع لها المال،
وكنت أنصحه دائماً أن ينقل عمله إلى حيّنا فيقول:
وهل في حينا من يملك قوت يومه كي ينفق على حماره أو بغله؟!.
قلت له مرة ماذا لو حانت ساعتك وتوفيت في ذلك الحي البعيد
حيث لا أحد يعرف أهلك أو بيتك؟
فرد عليّ
إن الله معنا و السلطان بيازيد سيتولى كل شيء بإذن الله
و ها أنت السلطان بيازيد عندنا.
هذه القصة الجميلة ذات العبر المفيدة
تبين اولاً ان لا نتهم احداً بشيء لانعرف حاله حتى نتأكد منه تمام اليقين و ليس بمجرد مانرى أو نسمع
وكأنما الحال يقول لذلك النفر الذين اتهموه بشرب الخمر ومصاحبة النساء بقوله تعالى
((إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين))
وأيضا تبين صلاح ذاك الحاكم والسلطان المسلم الذي بين الله تعالى له تلك الرؤية في المنام
حتى ألهمه صلاح وخير ذاك الرجل الصالح
*** ولا تنسونا من الدعاء ***
اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الثناء الحسن
كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد ولك الشكر
ملء السموات وملء الأرض وملء مابينهما
وملء كل شيئ و عدد كل شيئ
بكل ما أنعمت و تفضلت به علينا يا الله
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد في الأولين والآخِرين
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد في كل وقتٍ وحين
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد حتى يوم الدين
اللهم أنت ربي لا آله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أدعوك ياآلهي بأسمائك الحسنى كلها و بأسمك الأعظم الذي اذا دعيت به أجبت ياحي ياقيوم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد
اللهم أعز الاسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون
اللهم اصلح لي شأني كله يا الله
اللهم إني أستغفرك من كل ذنب و سيئة
اللهم وفقني لكل مافيه خير ديني و دنياي و معاشي و آخرتي
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأرزقنا حسن الخاتمة
اللهم أجرنا من عذاب القبر
اللهم أجعلنا من الفائزين برضوانك
البعيدين عن سخطك يا الله
اللهم أغفر لي ولوالديّ ولزوجي ولذريتي وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
وصلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * * * فطالما استعبد الإنسان إحسان