تنقل بين أربع ديانات، فقد كان هندوسياً ومن أسرة مقدسة في تلك الديانة، ثم انتقل إلى البوذية ومنها إلى النصرانية التي أصبح فيها قسيساً، ولأنه يبحث عن الحق كان لابد أن يصل إلى الإسلام. هكذا كانت رحلة محمد شان (49 عاما) القادم من سيريلانكا. التقيناه وكان معه هذا الحوار
* ماذا كانت ديانتك قبل الإسلام؟ وكيف كانت حياتك؟
- أنتمي إلى عائلة مقدسة في الديانة الهندوسية بسريلانكا، يتمتع أفراد أسرتي بثراء فاحش، كما أنهم يتعالون على بقية الناس، وأتذكر وأنا صغير لم أتجاوز العاشرة من العمر أني لعبت مع أحد الصبية الصغار، فعندما رآه والدي ضربه ضرباً مبرحاً لأنه تجاوز الفروقات الطبقية التي لا تسمح لمثله أن يتقرب فضلاً أن يلعب مع من هو من طبقتي.
* كيف كانت ممارساتكم الدينية الهندوسية؟
- كان لي معلم يتولى الإشراف على دراستي الدينية، وهذا المعلم الرئيسي رجل يمارس ما يسمى بـ «السحر الأسود» مثل المشي على الجمر أو على كسر الزجاج حافياً دون ألم، وكذلك إدخال المسامير في اللسان والخد دون خروج دم أو الإحساس بألم.
* هل تعلمت هذه الحركات ومارستها بنفسك؟
- نعم كنت أمارسها أمام الناس من الطبقات الدنيا، كانوا يعتقدون أني أتقن هذه الحركات لأني أنحدر من تلك العائلة المقدسة.
* ما هو تفسير قدرتكم على أداء هذه الحركات العجيبة ؟
- كنا نستعين بشياطين الجن، الذين كانوا يقدمون لنا أشياء تكرس في نفوس أبناء الطبقات الدنيا قداستنا، إضافة إلى ذلك فقد كان الناس يسألونني عن أمور غيبية، وكان الجن يحضرون المعلومات بل ويتحدثون على لساني، لأنهم يتلبسون بي أحياناً، استغلالاً للجهلة لصرفهم عن الحق.
* هل كنت تحس بدخول الجن إلى جسدك، وماذا كانت مشاعرك نحو هذا الأمر؟
- نعم كنت أحس بهم، وكان هذا من الأسباب التي قادتني إلى التساؤل عن صحة الديانة الهندوسية.
* متى ابتدأ الشك عندك؟
- بدأت الشكوك تساورني عندما كان عمري قريباً من الخامسة عشرة، وكان من دوافع تلك الشكوك كثرة الآلهة عندنا، حيث يوجد في منزلنا قرابة مائة وخمسين إلهاً، كل واحد منهم يختص بجزء من شؤون الحياة، فأحدهم إله للمطر وثان للقوة، وثالث للحكمة، ورابع للحب، وخامس للرزق.،... إلخ ( ** .. يعني يحتاح الان اله للتجاره الحره والعياذ بالله واخر لتقنية المعلومات معاذ الله ... !!!!!!!!!!ظلمات بعضها فوق بعض ) وكان أحدهم- في العقيدة الهندوسية- لا يغني عن الآخر لذلك تساءلت: هل هذه آلهة حقيقية؟! إضافة إلى ذلك، فقد كان معلمونا ينهروننا عندما نسألهم بعض الأسئلة حول بعض الأمور التي لا تنسجم مع العقل والمنطق السليم.
ولكن نقطة التحول كانت عندما كان معلمي الرئيس في إحدى المرات يقوم بحركات سحر أسود، وأبلغه الجن أن يغادر ذلك المكان قبل الساعة الرابعة عصراً ولكنه كان سكيراً، فشرب الخمر ونسي المغادرة ونام، بعدما أفاق فقد القدرة على الكلام. قمت بزيارته بعدها، فأبلغني أن شياطين الجن هم من فعل به ذلك وحذرني منهم.
* كم كان عمرك حينها؟
- كنت أبلغ من العمر 24 عاماً تقريباً.
* ماذا حدث بعدها ؟
- علمت أن الهندوسية ديانة باطلة، تقوم على استغلال الفقراء لدفع أموال ضخمة للأسر المقدسة، كما تقوم على الخداع الشيطاني والسحر لإقناع هؤلاء الناس بأننا نستحق التقديس وتقديم الأموال.
* هل تحولت عن الهندوسية؟ وماذا اعتنقت؟
- تركت الهندوسية، رغم مكانة عائلتي الدينية والاجتماعية في قريتنا، واعتنقت البوذية.
* ماالذي دعاك لاعتناق البوذية؟
- اعجبني في البوذية كون الإله واحداً، ولأن كثيراً من تعاليم بوذا كانت تحث على العدل والخير والسلام.
* كم سنة بقيت فيها بوذياً، ولماذا تركتها؟
- كنت بوذياً مدة تقارب الأربع سنين، ولكني تركتها لأن البوذيين في معابدهم لايختلفون كثيراً عن الهندوس في عقائدهم المنحرفة، خصوصاً عبادة صنم بوذا.
* ماذا حدث بعد ذلك؟
- كانت أمي قد تحولت إلى النصرانية في ذلك الوقت وقد حولت العائلة بأكملها إلى النصرانية بعدها.
* ماالذي جذبكم إلى النصرانية؟
- أعجبتنا مسألة عبادة غير الأصنام، وأحببنا عيسى عليه السلام لأنه قُدِّم إلينا على أنه ابن لله.
* إلى أي الطوائف النصرانية كنتم تنتمون؟
- كنا ننتمي إلى طائفة «المؤمنين» أو Believers وهي طائفة دعا إليها في بلادنا منصرون أمريكيون.
* ماذا حدث بعد ذلك؟
- أتيحت لي فرصة للعمل في السعودية بعدها، وكانت فرصة للدعوة إلى النصرانية في بلد مغلق أمام البعثات التنصيرية.
* كيف كان تحولك للإسلام؟
- بعد قدومي للسعودية كنت أتحدث مع بعض زملائي في العمل بغرض دعوتهم للنصرانية وقد كان أحدهم وهو مسلم من الهند مناقشاً متمكناً فكنت إذا قلت له عشر كلمات عن عيسى عليه السلام كان يرد على بمائتي كلمة عنه، فاستغربت معرفته الدقيقة بتفاصيل حياة المسيح عليه السلام رغم أنه مسلم، وزاد استغرابي عندما بين لي أنه يؤمن بعيسى نبياً من أنبياء الله تعالى.
إضافة إلى ذلك، فقد وجدت المسلمين متعاونين فيما بينهم، وكنت أراهم يتعاملون مع بعضهم بعضاً بدون أية فوارق طبقية كما كنا نرى بين الهندوس، وأذكر مرة أن أحد زملائي المسلمين دعاني مع آخرين للإفطار في رمضان، وقد كان أحد المدعوين من كبار الأثرياء جالساً دون أية حواجز بينه وبين الآخرين، وكان يتناول الطعام على المائدة نفسها التي كنا نجلس عليها، فقلت في نفسي: كنا نعيش طبقية شديدة مع من هم أقل منه في سريلانكا، وهذا الرجل يستطيع أن يشتري سريلانكا بأكملها يجلس معنا بهذه البساطة!
* هل كنت تعرف شيئاً عن الإسلام في ذلك الوقت؟
- معلومات قليلة، ولكني بعدها أصبحت مهتماً بقراءة القرآن، ولكني لم أجد أحداً يوافق علـى إعطائي القرآن، كنت أتسأل: من هو الرب الحقيقي؟ ذهبت إلى البطحاء (مكان في الرياض) ورأيت رجلاً يمشي في الشارع وبيده ثلاث نسخ من القرآن، طلبت منه إعطائي إحداها فوافق، وأخذت تلك النسخة إلى غرفتي وبدأت القراءة فيها كنت أظن المسلمين كاذبين فيما يقولون عن عيسى ومريم عليهما السلام، ولكني بعد قراءة القرآن تيقنت أن هذا ليس كلام بشر.
* هل أعلنت إسلامك بعدها؟
- في الحقيقة كنت غير قادر على اتخاذ قرار حتى تلك اللحظة، لذلك كنت أضع القرآن بجانب الإنجيل وأدعو أن يتبين لي الطريق الحق، وهل الإله هو الله أم عيسى! أتاني صديقي الهندي المسلم ودعاني إلى محاضرة في البطحاء يلقيها داعية أتى من أمريكا فرافقته.
وبدأ المحاضر حديثه عن عيسى عليه السلام كان بدني يرتعد عندما تحدث عن عيسى ومريم والروح القدس، ومع نهاية المحاضرة آمنت أن الله تعالى هو الإله الحقيقي، رجعت إلى غرفتي وأحسست بشيء يخرج من جسمي. كان لدي شعور بأن مشكلة ما سوف تحدث لي، سألت صديقي الهندي أن يأخذني لإعلان الشهادتين، فأجابني بأنه سوف يفعل ذلك يوم الجمعة، علم أحد المسلمين الذين يعملون معي بذلك، فظن أني أريد خداع المسلمين فضربني ضرباً عنيفاً، لم أرد عليه وأخذت القرآن أمامي وسألت العون من الله.
وعندما جاء يوم الجمعة قال صاحبي بأننا سوف نذهب للبطحاء بعد العشاء، وقبيل ذلك اجتمع 25 رجلاً من المسلمين وضربوني ضرباً عنيفاً كسرت بسببه رجلي، وبقيت أربعة أشهر في المستشفى، وكانت فرصة لقراءة مزيد من الكتب عن الإسلام، نطقت بالشهادتين وأعلنت إسلامي في المستشفى، وبعد خروجي من المستشفى كانت الشرطة قد ألقت القبض على المتسببين في الاعتداء علي، وكانت هناك جلسات محاكمة استمرت شهرين، يوم النطق بالحكم، أخذت القرآن ودعوت الله أن يرشدني للحق. وقعت عيناي على قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين..}
فقررت أن أعفو عنهم لأنهم مسلمون وإخوان لي في الدين سألني القاضي عن السبب، فقلت: أريد الأجر من الله وحده، سألني القاضي بإلحاح: هل أنت تحت أية ضغوط أو تهديدات للتنازل، فأجبت بالنفي.
* ماذا كان موقف أسرتك بعد إعلان دخولك الإسلام؟
- كانت أسرتي في سريلانكا، وعندما علمت زوجتي بإسلامي أثناء زيارتي لهم اعتقدت بأني أسلمت لأتزوج بامرأة غيرها، لم يكن معي سوى 800 ريال آنذاك، دعوت الله أن يعينني لمواجهة وضعي الجديد، فأسرتي والناس من حولي بمن فيهم بعض المسلمين ضدي. قالت زوجتي: لماذا لاتدعو ربك الجديد أن يرزقنا منزلاً؟ دعوت الله بتضرع أن يوفقني لامتلاك منزل، وتيسرت السبل حتى تمكنت من شراء منزل متواضع، ولكنه كان يكفي لإيوائنا وطفلينا.
* ماذا عن أبنائك؟
- أخذت ابني يوماً إلى المسجد في سريلانكا وأبقيته في الخارج لأنه غير مسلم، ودعوت ربي أن يشرح صدره للإسلام، ثم أسلم وكذلك زوجتي وابنتي.
* ماذا عن الناس حولكم في سريلانكا؟
- كان ابني في يوم من الأيام عائداً من المسجد بعد صلاة العشاء، أتى أحد أصدقائه ومعه سكين طويلة وقال: سأقتلك إن لم ترجع عن دينك، أبلغني ابني بما حدث فقلت له: دع الأمر لله وسترى مايحدث، بعد صلاة العشاء في الليلة التالية رأيت وأنا راجع من المسجد هذا الشخص الذي هدد ابني مجروحاً وقد خرجت أمعاؤه بعد مشاجرة اشترك فيها.
قلت لابني: انظر إلى عقاب الله لهذا المعتدي في 24 ساعة فقط، إزداد إيمان ابني وأفراد أسرتي بعد هذه الحادثة والحمد لله.
* كيف ترى الفرق في تعامل الديانات مع المرأة؟
- عندما تتبع تعاليم الإسلام بشكل صحيح فإن المرأة تنال درجة عالية من التكريم والتقدير، والمسلمون في سريلانكا يعانون من تقصير في هذا الجانب، أما في الهندوسية فإن المرأة تعامل وكأنها أمة مملوكة يتمتع بها الرجل ويسخرها لخدمته، وفي الحقيقة ليس لها حقوق بل إن الأرامل منهن - خصوصاً في الماضي- كن يحرقن بالنار عندما يموت زوجها، وفي البوذية الأمر أهون من الهندوسية ولكن الأرملة يفرض عليها لبس الثياب البيض وتمنع من الخروج من المنزل، وفي النصرانية تلبس النساء الملابس المحتشمة عند الذهاب للكنيسة يوم الأحد فقط، وهذه الحشمة مظهرية وليست سلوكاً مستمرا.
* كيف تشعر زوجتك بعد اعتناقها الإسلام؟
- تتمتع زوجتي الآن بكرامة أكبر من السابق، وتحس أنها أكثر صحة ورزقاً بعد دخولها الإسلام، شرحت لها أهمية ارتداء الحجاب حتى اقتنعت به وأصبحت ترتديه بشكل دائم، رغم أن بعض المسلمات في سريلانكا للأسف لايرتدين الحجاب، وتزداد قناعتها بالإسلام مع الوقت، حتى أنها الآن تقوم بالدعوة في الحي الذي نسكن فيه، وتعطي درساً أسبوعياً في منزلها ولقد قل اهتمامها بالدنيا، وأصبحت لا تخشى الموت مثل ماكانت قبل إسلامها، وعندما نتصل بها هاتفياً تسألنا: هل صلينا؟ وعندما تكتب رسائل فإنها كثيراً ماتشكر الله على نعمه فتقول: الله أعطانا والله رزقنا.. والله وفقنا.. إلخ.
* وماذا عن ابنتك؟
- هي الحمد لله مقتنعة بالإسلام، وترتدي الحجاب عن قناعة لأنه أمر رباني وليس رغبة أبيها، وأنا أتمنى أن يرزقها الله زوجاً صالحاً،